أحمد طلب يكتب: ما الذى يحدث في أسواق النفط؟!


ربما يكون هذا السؤال الذى يدور في أذهان الجميع .. لماذا الهبوط؟! .. وإلى متي سيستمر؟! .. ومن الذي يريد الهبوط؟! .. وكيف سيتوقف؟!.

في الحقيقة اقتصاديًا الأمر في غاية البساطة ولكن سياسيًا الأمر مختلف تمامًا وللنظر إلى الأمر من الناحية الاقتصادية أولاً:

بالنسبة للاقتصاد فالأمر مرتبط بنظرية "العرض والطلب" حيث أن هذه النظرية احد بديهيات فهم الأسوق ومن خلالها يتم تحديد السعر فالطلب هو الرغبة الأكيدة في الشراءالتي تدعمها، وتعززها قدرة شرائية للحصول كمية معينة من سلعة ما.. أما العرض فهو عبارة عن الكميات المنتجة من سلعة ما، التي يعرضها المنتجون في السوق بهدف البيع، عند سعر معين وخلال فترة زمنية معينة.

ففي حالة اذا ما ارتفع الطلب على سلعه ما وكان العرض أقل من الطلب يرتفع السعر .. وفي حالة ما اذا أنخفض الطلب وكان العرض أكثر ينخفض السعر.

بالنسبة للنفط فإن التوقعات تقول أن الفائض "الفرق بين العرض والطلب" بحسب ما قالت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الصادر بمنتصف ديسمبر، أن الفائض العالمي من النفط سيصل إلى مليوني برميل يوميا في النصف الأول من عام 2015 إذا بقي إنتاج "أوبك"على ما هو عليه.

وفي نفس الوقت نري توقعات بإنخفاض الطلب كذلك وارتفع العرض إيضا وذلك بعد حرب الإنتاج الدائرة الآن بين روسيا وأمريكا وأوبك ووصول الكميات المنتجه إلى أرقام قياسية وفي نفس الوقت ضعف شديد في الطلب.

ومعني استمرار حرب الإنتاج تلك انخفاض السعر أكثر لكن السؤال إلى متي يستمر الإنخفاض؟!

اقتصاديًا السعر لا يكون مرتبط فقط بالعرض والطلب ولكن هناك ما يسمى بالتكلفة أو تكلفة عوامل الإنتاج ومنها ثابت ومتغير وتعالوا بنا نرى تكلفة برميل النفط في المناطق المؤثرة في سعر النفط ولنبدأ بأوبك حيث أن تكلفة انتاج برميل النفط بمنظمة أوبك هي الأقل في العالم حيث أن تكلفة البرميل في السعوديت تقدر بنحو 4 إلى 6 دولار وهي الأقل عالميًا.

أما بالنسبة للأعلى في أوبك فهي نيجيريا حيث تصل إلى نحو 30 دولارا للبرميل في حالة الاستخراج البحرى مقارنة مع تكاليف استخراج النفط من الحقول البرية والمقدرة بنحو 15 دولارا
.

الطرف الثاني من الصراع وهو روسيا حيث أن تكلفة انتاج برميل النفط الروسي أكثر بكثير من أوبك ولكنها ليست صاحبة قرار في إيقاف النزيف.
صاحبة القرار من وجهه نظرى هي أمريكا حيث أنها قالت أن إنتاجها النفطي سيرتفع لأعلى مستوياته العام الجاري حيث سيبلغ أعلى مستوى له منذ 43 عاما، بفضل زيادة إنتاجها من النفط الصخري، وأنه سيكون 9.3 ملايين برميل يوميا، أذا ما هو تكلفة برميل النفط في أمريكا؟!

يقول الخبراء أن تكلفة برميل النفط الصخرى الأمريكي يصل إلى 46 دولار وبحكم أن أمريكا هي المتحكمة في الصراع فأنها تستطيع أن تتحمل الهبوط حتي سعر 46 دولار للبرميل وهذا ما لم يحدث حتي الآن ولكن السؤال هل سيصل السعر إلى هذا المستوى؟! وأذا ما وصل هل سيتوقف النزيف بعدها؟!
بالطبع أذا ما نظرنا إلى هذه المعطيات يمكن أن يصل برميل النفط إلى هذا السعر قريبًا والخليج يستطيع أن يتحمل مزيد من الخسائر وأظن أن أمريكا تسطيع إيضا أن تتحمل الخسائر على الأقل حتي نهاية هذا العام.

أما بالنسبة لروسيا فالأمر صعب للغاية وفي الحقيقة هي في موقف حرج جدًا وأظن أنها ستتجه لمزيد من الإنتاج لتواجه الخسائر.

كانت هذه الناحية الاقتصادية أما الناحية السياسية فمن المعلوم أن السياسة لعبة دور هام جدا منذ بداية الصراع ولن تكون نهاية الصراع من السوق بل من السياسة ايضا ولكن متي؟! .. هذا الأمر يصعب التكهن به ولكن ظني أن 2015 ستشهد تغيرات جذرية في أسواق النفط العالمية.
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق