"الإرهابُ" يَضربُ "الاقتصادَ المصرى" في مقتلٍ


هناك أنواع كثيرة من "الإرهاب" سواء النوع الشائع من حيث القتل والتفجير، أو "الإرهاب" غير الملحوظ أى الغير المعلن عنه، من إرهاب الإعلام، أو الإرهاب الحكومي، بعيدًا عن تفاصيل كل نوع فإن هناك خاصية مشتركه بينهم جميعًا، وهي " إذا وجد الإرهاب اختفي الاقتصاد".
فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن تجد دولة بها كل أنواع الإرهاب وفي الوقت نفسه ينتعش ويتقدم الاقتصاد في هذه الدولة، فالعلاقة بينهم دائمًا عكسية.
وبالنسبة لمصر ففي ظل زيادة الأعمال الإرهابية وخاصة ما بعد 30/6 نجد أن المؤشرات الاقتصادية كلها تتعرض للهبوط بفعل الإرهاب، حيث إن الإرهاب دائما طارد للسياحة، طارد للاستثمار،يضر البورصة بشكل مباشر، يزيد الفقر، يعرض الدول للإفلاس، يعرقل التنمية، يهبط بالعملة، ....  الخ
خسائر مصر جراء الإرهاب

تقدر الخسائر التي تكبدتها مصر من الإرهاب بالأعوام الأخيرة بالمليارات حيث إن التدابير الأمنية فقط التي تم فرضها بالبلاد تؤثر بشكل سلبي وتزيد المشكلات، وبإضافة إلى تكلفة هذه التدابير الباهظة التي يقدرها الخبراء بنحو 200 إلى 350 مليون دولار خلال شهر، الأمر الذي إذا لم تتداركه الدولة سيتسبب بأضرار بالغة جدًا على الاقتصاد المنهك بطبيعة الحال.

الخسائر العامة والخاصة

فيما تعرّضت الشركات الخاصة والمحال التجارية والمصانع لضربة قوية، ووصلت خسائرها إلى أكثر من 50 في المئة، بسبب الأوضاع الغير مستقرة، وبالنسبة للقطاع الخاص، فقد خسر أغلب مستثمريه بسبب ضعف الإقبال، الذي نال من حركة البيع والشراء على مستوى الدولة عموماً والعاصمة والمحافظات.
خسائر السياحة

وربما تكون السياحة المصرية هي المتضرر الأكبر من الإرهاب فهي تعاني التدهور المستمر، حيث إن أبسط مع يعبر عن حالها هذه، قيمة العائدات التي حصلها (معبد أبو سمبل) أحد أشهر المعابد المصرية بمحافظة الأقصر والتي تحوي ثلث آثار العالم، حيث بلغ ناتج شهر كامل نحو 5 جنيهات فقط، فيما بلغت خسارة مصر في مجال السياحة ما يقرب من 14 إلى 15 مليارًا، بحسب الخبيرة الاقتصادية (بسنت فهمي).

إعلام طاردٌ للسياحة

ومع كل هذه الخسائر والتراجع المستمر للسياحة المصرية نجد أن أبواق إعلامية تعمل على طرد السياح من مصر بدعوى الحرب على الإرهاب فنجد أن الكثير من الصحف المصرية تتصدر صفحاتها الأول أخبار ليس لها قيمة سوى أنها ترهب السائح الذي يفكر في القدوم إلى مصر  وذلك على شاكلت أخبار ما تسمى بجماعة "بيت المقدس" وكذلك "داعش" وكثيراً من نوعية هذه الأخبار التي توحي بعدم الاستقرار الذى هو أهم عوامل تنشيط السياحة في أى دولة.
ومن المعلوم أن الإعلام أحد أهم الأسباب الجاذبة للسياح فيجب عليه أولاً أن يُشعر من يفكر في القدوم إلى مصر أن هناك أمان واستقرار، الأمر الذى يقوم بعكسه الإعلام المصرى، حيث نجد أن اخبار اغتصاب السائحات والسرقة تتصدر الصفحات.

خسائر سكك الحديد

وعلى مستوى سكك الحديد فقد تعرّضت هيئة سكك حديد مصر لخسائر تقدر بمليار جنيه منذ ثورة 25 يناير، وذلك بسبب توقف حركة القطارات وخاصة بعد فضّ اعتصام رابعة، وقد قال مصدر مسؤول في (إدارة الشؤون المالية في هيئة سكك حديد مصر): "إن الخسائر تتراوح ما بين 4 و5 ملايين جنيه يوميا. فيما قدر مصدر بشركة تشغيل مترو الأنفاق، خسائر المترو بـ300 ألف جنيه يوميا، أي ما يعادل 43 ألف دولار.

الاستثمار والإرهاب

وعلى مستوى الاستثمارات الأجنبية فحدث ولا حرج ، فقد فقدت الدولة مليارات الدولارات بسبب كلمة الإرهاب، الأمر الذي أدى في بعض الأوقات إلى توقف بشكل تام تقريبًا للاستثمارات الأجنبية، وهذا أمر طبيعي جداً، إذا نظرنا إلى "السيسي" في الأمم المتحدة قد كرر كلمة "الإرهاب" 11 مرة، في خطاب مددته 14 دقيقة فقط، بأي منطق سيأتي المستثمر إذن في بلد ترفع شعار محاربة "الإرهاب".
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق