استقلال إسكتلندا..صفعة اقتصادية تنتظرها بريطانيا وأوروبا

لم يكن اقتصاد أوروبا في انتظار مشاكل أضافية حيث أنه يعاني منذ مدة التعثر في ظل انخفاض الثقة في اقتصاد المنطقة إلتي تعاني من ضعف معدّل التضخم وارتفاع معدّل البطالة، حيث أن اقتصاد المنطقة مهدد بالركود مع تزايد المصاعب التي تواجه العملة الأوروبية، ويقوم البنك المركزي الأوروبي في الوقت الحالي بمحاولات عديدة لقطع الطريق على دخول الاقتصاد إلى دائرة الكساد على النمط الياباني وتعزيز تعافي اقتصاد المنطقة من الركود.
وفي ظل كل هذه الصعوبات جاء استقلال إستكلندا بمخاطر أضافية سواء من الناحية السياسية والاقتصادية فقد يعرض استقلال إستكلندا اقتصاد بريطانيا خاصه وأوروبا عامه إلى أضرار أقتصادية بالغة وذلك بعد أن أظهر استطلاع لمعهد يوجوف لحساب صحيفة "صنداي تايمز" إلى حصول أنصار استقلال إسكتلندا على 51% مقابل 49% لمعسكر الرافضين للاستقلال، الأمر الذي من المتوقع أن يخلف أثار اقتصادية سلبية على بريطانيا وأوروبا.
الإسترليني يهوي
وفي أولى الأثار جراء الاستطلاع هوى الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له منذ نحو عشرة أشهر اليوم، الاثنين، وسط قلق بشأن الغموض السياسي بعد أن أظهر استطلاع للرأي تقدم أنصار استقلال إسكتلندا عن بريطانيا لأول مرة منذ بدء حملة الإستفتاء.
حيث هبط الإسترليني نحو 1% إلى نحو 1.6165 دولار؛ ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 26 نوفمبر تشرين الثاني. ومقابل اليورو هبط الجنيه لأدنى مستوى له منذ نحو ثلاثة أسابيع إلى 80.17 بنس لليورو.
وأمام الين هبط الإسترليني لادنى مستوى له منذ ثلاثة أشهر إلى 169.68 ين قبل ارتفاعه قليلًا إلى 170.41 ين.
ويقول الخبراء إن الإسترليني ربما يتعرض لمزيد من الضغوط قبل الاستفتاء الذي يجري في 18 سبتمبر بشأن استقلال إسكتلندا ولاسيما أن الدولار مازال قويا.
قطاع النفط الأكثر تضررأ
وربما يكون قطاع النفط في بحر الشمال سيكون صاحب النصيب الأكبر من التأثيرات الاقتصادية السلبية لاستقلال اسكتلندا.
وحيث أن مصير عائدات نفط بحر الشمال من أهم القضايا لتحديد ما إذا كانت اسكتلندا ستنفصل عن بريطانيا بعد 300 عام من الوحدة.
فوائد إسكتلندا وأضرار بريطانيا
و يرى الوزير الأول أليكس سالموند، ان بقاء اسكتلندا في الاتحاد الذي بلغ من العمر 300 لم يعد مفيداً لاسكتلندا وانها لابد ان تستقل وتستفيد من ثروتها النفطية، واكد انها ستكون واحدة من أغنى البلدان في العالم. كما اضاف انه حان الوقت لاسكتلندا لتولي مسؤولية مصيرها، خالية مما وصفه ب "قيود" برلمان المملكة المتحدة ومقرها لندن.
ما هو مؤكد انه بدون اسكتلندا، بريطانيا سوف تنزلق إلى أسفل ترتيب قمة الهرم القيادي من كونها سادس أكبر اقتصاد في العالم. 97% من مخزون البترول و58% من مصادر الغاز الطبيعي في المملكة المتحدة حيث ان جميع هذه الثروات توجد ضمن الحدود الاسكتلندية. وهذا مما يعني فقدان المملكة المتحدة الجزء الأكبر من مخزونها للموارد الطبيعية.
هناك سؤال يطرح نفسه على اثر هذا الانفصال. هل بامكان المملكة المتحدة ان تحظى بمقعد في مجلس الامن الدولي وتكون عضوا في مجموعة الاقتصاد السبعة في وقت تنتقل القوة إلى الدول الناشئة الكبرى في العالم؟
مخاوف شركات بريطانيا
وقد أبدت الشركات البريطانية الكبرى خوفاً من المجهول ولو أن بعض أرباب العمل الإسكتلنديين، يرون في الانفصال فرصة لقيام حكومة اقرب إلى اهتماماتهم.
ويتواجه المؤيدون للاستقلال والمعارضون له منذ اشهر حول المسائل الاقتصادية التي يعتبرها الناخبون جوهرية، وهي في صلب تقارير متعارضة وتصريحات رسمية ومناقشات تلفزيونية.
غير أن انعكاسات الاستقلال المحتمل على الصعيد الاقتصادي، ما زالت تتضمن عناصر غامضة، وعلى الأخص حول مسألتين أساسيتين، هما العملة، والانتماء إلى الاتحاد الأوروبي.
وترى الشركات البريطانية الكبرى المتمركزة في اسكتلندا، أن الوضع لا يزال شديد الغموض، ويطرح الكثير من التساؤلات وهو ما لا تعتبره مطمئنا.
وحافظت بعضها مثل مصرف رويال بنك أوف اسكتلند، على حياد ظاهري، معددة في الوقت نفسه المخاطر الكثيرة الملازمة بنظرها للاستقلال، بدءاً بالغموض حول التصنيف الذي ستمنحه وكالات التصنيف الائتماني الكبرى، وصولاً إلى البيئة المالية والنقدية والقانونية والتنظيمية المستقبلية.
ودعا رؤساء عملاقي النفط بي بي، وشيل، صراحة إلى الوحدة، فيما يعول الاستقلاليون على الاحتياطي النفطي في بحر الشمال، على الرغم من تراجعه لضمان ازدهار البلد الجديد.
أضرار السوق الأوروبي
وقد سجلت الأسهم الأوروبية هبوطًا في التعاملات المبكرة اليوم، الاثنين، بعدما أظهر استطلاع الرأي.
حيث هبط مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.3% إلى 1391.88 نقطة، بحلول الساعة 07:02 بتوقيت جرينتش، وكان المؤشر ارتفع 1.6% الأسبوع الماضي.
وشذ عن الاتجاه النزولي سهم الكترولوكس وارتفع 6.3% بعد الاتفاق على شراء أنشطة الأجهزة المنزلية لجنرال الكتريك مقابل 3.3 مليار دولار.
وفتح مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني منخفضًا 0.1% في حين فقد كاك 40 الفرنسي 0.04% وارتفع مؤشر داكس الألماني 0.2%.
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق