بقلم_أحمد طلب
بات جلياً وواضحاً للجميع أن النظام المصري القائم نظام "طرح مشاكل" وليس حلها، وأعني بالمشاكل هنا "المشاكل الاقتصادية" التي تعتبر المؤشر الأبرز على نجاح أو فشل الحكومات.
فبعدما سمعنا الوعود الوردية والحلول المثالية التي كان يتكلم عنها السيسي قبل أيام معدودة من تنصيبه رئيساً لمصر، تحولت كل هذه الوعود إلى سراب فما زالت الأزمات متفاقمة والوضع أصبح أسوء.
وتعالوا بنا نأخذ أزمة الكهرباء نموذجاً وذلك لأن أزمتها كارثة اقتصادية حقيقية، فهذه الأزمة تؤثر سلبًا على كل القطاعات الاقتصادية، بل أحيانا تشل قطاعات حساسة جداً منها المصانع والبنوك وغير ذلك، فإذا نظرنا إلى سياسة حكومة السيسي في التعامل مع هذه المشكلة سنجد أن الإجابة باختصار هي "إحنا عندنا مشكلة كبيرة جداً" هذا ما يقوله الجميع، وكأن المصريين لا يعرفون أن هناك مشكلة، وكأن الانقطاع بالساعات لا ينبئ بأن هناك مشكلة، وكأن الخسائر اليومية التي يتحملها القاصي والداني من الشعب المصري ليس دليلاً على المشكلة بل الكارثة.
وقد استفزني كثيراً خروج السيسي هذه المرة بعد كارثة انقطاع الكهرباء عن عموم مصر الخميس المنصرم، التي كلفت مصر خسائر تقدر بالمليارات، ليخرج علينا كالعادة بدون حلول ولا حتى وعود إنما أرقام لا تسمن ولا تغني من جوع
.
الغريب أن دور السيسي وحكومته أصبح قاصراً على استعراض المشاكل فقط، ونسوا أنهم قد عذلوا مرسي لهذه المشاكل التي يستعرضوها الآن وأننا بحاجة إلى حلول فأين الحلول؟؟؟
يحضرني الآن تشبيه أراه مناسباً لهذا النظام، حيث إنه أقرب إلى نظام حصر وأبعد كثيراً عن مسمى نظام حكم، لأن الحاكم يكون همه إيجاد الحلول قبل عرض المشاكل، أما نظام السيسي بات يقتصر على حصر المشاكل دونما إيجاد حلول تذكر.
فبحسب ما اعترف السيسي أنه يصعب عليه جذب استثمارات لمصر، رغم أنها من أهم الحلول للأزمة الراهنة وأقر بأنه بدون حل أزمة الكهرباء لن يقبل المستثمرون العمل في مصر،على حد قوله، ولكن يبقي السؤال الآن ما دور السيسي إذا ألم يأت لحل المشكلات!!!
0 التعليقات :
إرسال تعليق