خسائر البورصة المصرية.. بين عوار القرارات وطرد الاستثمارات



كتب - أحمد طلب
 تواصل البورصة المصرية الخسائر الفادحة التي بدأتها الأسبوع الماضي بخسائر تجاوزت الـ18 مليار جنيه، فقد هوت البورصة المصرية اليوم مسجلة رابع أكبر خسارة يومية في تاريخها، وسط عمليات بيع مكثفة وعشوائية من المستثمرين المصريين والعرب، وذلك على خلفية المخاوف من فرض ضريبة على الأرباح المحققة من التعامل في البورصة.
الغريب في الأمر أن الخبراء أجمعوا على أن هذا القانون غير مدروس وأن به عوار ، مع العلم أن العائد من هذه الضريبة أقل كثيراً من الأثر السلبي لها بحسب الخبراء.

19 مليار خسائر في يوم واحد

سقطت مؤشرات البورصة المصرية اليوم الأحد سقوط مدوي حيث أغلقت تعاملاتها اليوم الاحد –أولى جلسات الأسبوع - مسجلة رابع أكبر خسارة يومية في تاريخها، وسط عمليات بيع مكثفة وعشوائية من المستثمرين المصريين والعرب.
وتكبد رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالسوق خسائر قدرها 19 مليار جنيه خلال جلسة اليوم وهي رابع أكبر خسارة يومية في تاريخه ليصل إلى 460.2 مليار جنيه، ليرتفع بذلك إجمالي خسائره إلى 37.3 مليار جنيه في الجلسات الثلاث الاخيرة ومنذ الاعلان عن اتجاه الحكومة لفرض الضريبة.
وهبط مؤشر البورصة الرئيسي"إيجي إكس 30" بنسبة 4.2% مسجلا 7894.73 نقطة، وهو أدنى مستوى له في شهرين، فيما هبط مؤشر "ايجي اكس 70" للاسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 4.88% ليغلق عند 560.76نقطة.
وامتد الهبوط الحاد إلى مؤشر"ايجي اكس 100" الاوسع نطاقا ليهبط بنسبة 4.42 % ليغلق عند مستوى 985.42 نقطة.

إصرار الحكومة

رغم الرفض من جميع الخبراء والمتعاملين في البورصة لهذا القانون الأ أن الحكومة مصرة على فرض الضريبة على مكاسب البورصة المصرية ضربة موجعة للأسهم وقد أثارت تساؤلات الخبراء والمتعاملين عن هدف وجدوى هذه الضريبة التي تأتي في وقت تتعافى فيه سوق المال وتحقق أحجام وقيم تداول مرتفعة رغم معاناة الاقتصاد من شتى المتاعب والعلل.
حيث أنه مع بدء تسرب أول أخبار عن الضريبة الجديدة، بدأ المؤشر الرئيسي للبورصة موجة هبوط تسارعت وتيرتها بعد أن أكد وزير المالية هاني قدري دميان يوم الخميس أن الحكومة وافقت بالفعل على ضريبة الأرباح والتوزيعات النقدية وأعلن تفاصيلها.
وأضاف "دميان" في لقاء تلفزيوني له إن الدولة ستحصل الضريبة من المستثمرين الأجانب على كل عملية على أن تتم التسوية كل ثلاثة أشهر وأوضح أن الدولة ستعفي توزيعات الأسهم المجانية وأول عشرة الأف جنيه من التوزيعات النقدية من الضرائب وسمحت بترحيل الخسائر لمدة ثلاث سنوات.

18 مليار خسائر

وخلال جلستي الأربعاء والخميس الماضيين فقدت الأسهم أكثر من 5% أي نحو 18 مليار جنيه (2.5 مليار دولار) من قيمتها السوقية وتعالت أصوات المحتجين تطالب بالعدول عن الضريبة.
ووصف رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية "أحمد الوكيل" مقترح الضريبة بانه طارد للاستثمار سواء المحلي أو الأجنبي.
وأضاف إن الضريبة ستؤدي إلى انهيار البورصة وسيكون لها أثر مدمر على مناخ الاستثمار لسنوات عديدة قادمة مما سيرفع معدلات البطالة ويؤدي لانهيار سعر الجنيه لانتقال الاستثمار من البورصة إلى الدولرة.



قانون طارد للاستثمار



وقد قال دكتور حمدي عبدالعظيم الخبير الاقتصادي في تصريح خاص "للأمة" أنه في حال عدم عدول الحكومة عن هذا القانون أو تعديله ستتكبد البورصة خسائر اكبر وسينعكس ذلك على الأستثمار الأجنبي بشكل مباشر.
ويري البعض أن هذا القانون قد يدفع الناس للذهاب للبنوك بدلا من البورصة وإذا حدث ذلك لن تستطيع البنوك حينها تشغيل محافظ الودائع لديها.
ويتراوح متوسط العائد على الأموال في البنوك في مصر بين 7.5% و8%وهي غير خاضعة لأي ضريبة وأي محاولات لفرض ضريبة عليها قد تثير احتجاجات شعبية.
ومن المتوقع أن يكون الأكثر تضررا من هذه الضريبة في حالة إقرارها بشكل رسمي المستثمر الصغير.
وقال "محسن عادل" عضو مجلس إدارة البورصة المصرية "الحكومة، ستكسب من ضريبة البورصة عائدا أعلى في خزينتها في وقت هي تحتاج فيه إلى موارد ولكنها ستخسر القدرة على اجتذاب استثمارات خارجية وقد تدفع (الضريبة) المتعاملين للدخول في أوعية استثمارية غير شرعية".
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق