نحن نتخلف عن الآخرين !!

أحمد طلب
صحفي متخصص بالشأن الاقتصادي

تعاني مصر في الآونة الأخيرة من الاتجاه نحو تطبيع أو خلط واضح بين الاقتصاد والسياسة، وهذا بعكس كل التوجهات العالمية، حيث إن أغلب دول العالم إن لم يكن كل دول العالم تسعى لتذليل العقبات السياسية لتحقيق مصالحها الاقتصادية.
فعلى سبيل المثل فإن أكبر المنافسين في العالم كالصين وأمريكا مثلًا نجد أن التبادل التجارى والمعاملات الاقتصادية لا تتأثر أبدًا، وكذلك فبعض الدول تكون في حالة حرب ولكن المصالح الاقتصادية كما هي، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا في كل الدول، ولكن كالعادة نحن نختلف عن الآخرين بل تستطيع أن تقول نحن نتخلف عن الآخرين.

إذا لماذا نحن نتخلف عن الآخرين؟! .. أقول لكم .. عندما نسعى بشكل غريب إلى التوسع في التعامل الاقتصادى مع العدو الأبدي للبلاد وهم اليهود، ونغلق كل الطرق مع الدول الداعمه لنا تارخيًا فنحن نتخلف عن الآخرين.

عندما تكون على يقين أن اليهود يستحيل أن يفيدوك ومع ذلك تترك غاز قطر والجزائر وغيرهم وترتمي في حضن بنى صهيون والأدهى من ذلك عندما تعلم أن هذا الغاز مسروق من أرضك وتذهب لتشتريه بأثمان باهظة، لهذا نحن نتخلف عن الآخرين.

الأغرب من هذا وذاك عندما تكون هناك اتفاقية أنت تحتاجها بل في أمسّ الحاجة لها ومع ذلك تثور لآجل نقدها وإلغائها "عن الرورو اتحدث" بدواعى أرها تافهة وحتى إن كانت حقيقية فإن الاقتصاد يقول: اتجه نحو مصلحتك ولا تذبح اقتصادك بسكين سياستك ففي هذه الحالة نؤكد أننا حقًا نتخلف عن الآخرين.
بل تعالوا أقول لكم على ما صدمني حقًا وقلت يستحيل أن يكون صاحب القرار يريد ضرب اقتصاده بيده لكن للأسف هذا ما حدث، فقد قررت مصر إغلاق مكتبها السياحي بالعاصمة التركية أسطنبول، وحتى تعرفوا فإن حوالى ثلث عدد السياح اللذينا يدخلون مصر يأتون عن طريق تركيا، فهي تمتلك شركات سياحية عالمية ولديها قدرة متميزة جدًا على جذب السياح الأجانب فقد دخل إلى مصر من خلال تركيا نحو 2 مليوني سائح بالعام السابق، ومعني أن الدولة تقدم إلى إغلاق مكتبها أننا فعلا نتخلف عن الآخرين.

قد لا يسعنى الوقت لكي أسرد لكم مواقف سياسية تذبح في الاقتصاد المصري ولكن يكفي ما ذكرت ويكفي ما حدث منذ أيام بخصوص أحداث ليبيا عندما تسرعت مصر وقامت بضرب مواقع في ليبيا دون مراعاة أن نحو 750 ألف مصرى مازالوا في الأراضي الليبية، وأيضا دون النظر الأثار الاقتصادية المترتبة على هذا القرار فلو أفترضنا أن هذه الأحداث ستجبر نحو 300 ألف مصري على العودة إلى مصر في الأيام القادمة، في وقت يعانى في السوق المصرى الركود وتفاقم البطالة، فماذا ستفعل الحكومة إذا؟!
وعندما تمتلك مصر عشرات المليارات في صورة استثمارات اقتصادية في ليبيا ولا توضع في الاعتبار عند قصف ليبيا فهذا دليل آخر على أننا بكل المقايس نتخلف عن الآخرين.

خلاصة قولي: أنه في حال استمرار مصر في مثل هذه السياسات فإنها ستقضى على اقتصادها لا محالة، ويجب وعلى وجه السرعة أن تعالج مثل هذه الأمور إذا كانت الحكومة الحالية تريد مصلحة البلاد حقًا.

#أحمد_طلب
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق