أحمد طلب يكتب: الخليج وفاتورة المؤامرة

أحمد طلب
صحفي متخصص بالشأن الاقتصادي

أصبح أمر مؤامرة إسقاط أسعار النفط بقيادة السعودية من أمام الستار وتخطيط أمريكي من خلف الستار معلوم وواضح الأهداف، ولكن هذه ليست المعضلة الآن أنما يبقي السؤال .. هل تستطيع السعودية أن تكمل المشوار؟!
قبل أن أجيب على هذا السؤال تعالوا بنا ننظر إلى الوضع الآن .. سعر برميل النفط يسجل أقل من 60 دولار لأول مره من 2009  بعد أن كان 115 دولاراً في يونيو الماضي.. بورصة السعودية خسرت 32.9 مليار دولار، وتفاقمت خسائرها الأسبوع الجاري، بورصة الإمارات خسرت 16.9 مليار دولار بنهاية الأسبوع الماضي ولا يختلف الوضع كثيرًا هذا الأسبوع..استمرار التراجع يعني إننا قد نسمع قريباً عن سعر 50 دولاراً للبرميل قريبًا.. ناهيك عن تضخم السوق السوداء بشكل مقلق وهي أيضا من أسباب تراجع الأسعار.. المعطيات كلها تؤدي إلى كارثة اقتصادية حقيقية لدول الخليج "السعودية والإمارات والكويت" في المقدمة، ثم روسيا وإيران والعراق والجزائر وفنزويلا ونيجيريا وأخيرًا منتجو النفط الصخري
.
وما يدعو للقلق أكثر ما ذكرته "أوبك" إن الطلب العالمي على خام المنظمة العام المقبل سيكون أقل من المتوقع بسبب ضعف نمو الاستهلاك وطفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة بما يشير إلى زيادة في فائض المعروض في 2015.
وما ذكرته أيضا في تقريرها الشهري من انخفاض الطلب على نفطها إلى 28.92 مليون برميل يوميا في 2015 بما يقل 280 ألف برميل عن توقعاتها السابقة.
وللعلم فإن "أوبك" تساهم بثلث إنتاج النفط العالمي وتخفض توقعاتها تلك تعد المستوى الأدنى في أكثر من عشر سنوات.
بعد أن استعرضنا الوضع الآن لننظر إلى خريطة الصراع من خلال هذه المعطيات:
- نجد أن أمريكا التي قولنا أنها من تدير هذا الصراع من خلف الستار ستوفر 100 مليار دولار من الإنفاق على الوقود بحسب "موديز
".
ويضيف "مارك زاندي" كبير الاقتصاديين بموديز أنها إضافة كبيرة للاقتصاد، ويمكن أن تصنع فرقًا في الوصف بين عام جيد وعام عظيم، في نفس الوقت يقول "جيرالد سيب" مدير مكتب واشنطن "انخفاض أسعار النفط هو بمثابة انتصار للرئيس أوباما".
- السعودية قائدة الصراع من أمام الستار خسائرها تقدر بنحو 115 مليار دولار ناهيك عن الخسائر الفادحة التي تكبدتها البورصة السعودية، أضف إلى ذلك إجراءات التقشف التى اتجهت السعودية لتطبيقها على مواطنيها.
بالنسبة لباقي دول الخليج لا يختلف موقفهم كثيرًا عن السعودية وعلى رأسهم "الإمارات ، الكويت".
- وعلى الجانب الأخر يوجد روسيا التي تسعي أمريكا لتركيعها وبحسب التوقعات فإن خسائر روسيا قد تصل إلى 100 مليار دولار، يعني أنها أقل من خسائر السعودية قائدة الصراع، بالإضافة إلى روسيا التي تعتبر الهدف الأكبر من لعبيه إسقاط أسعار النفط هناك أيضا اهداف صغيرة منها ما قاله الأمين العام لجبهة التحرير الوطني بالجزائر، عمار سعداني، بأن انخفاض أسعار النفط “مؤامرة من الغرب تنفذها المملكة العربية السعودية بهدف تركيع 5 دول من بينها الجزائر”.

ولكن يبقي السؤال هل تستطيع السعودية أن تكمل المشوار؟!.. بحسب الخبراء أن السعودية تستطيع أن تواجه هذه الخسائر على المدى القصير بحكم الاحتياطي الضخم ولكن على المدى الطويل يرى الخبراء أنها لن تستطيع أن تصمد، الغريب أن من بدأ الصراع "السعودية" لا يملك إيقافه ولكن عليها أن تنتظر حتى ترضى أميركا عن روسيا وتوقف الحرب النفطية التي تقودها لتعود المياه لمجاريها.
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق