سكك حديد مصْر الخسائر مُستمرة و60% خارج الخدمة



كتب_أحمد طلب

تستمر سكك حديد مصر في حصد الخسائر منذ عدة سنوات ولا تزال السكك الحديد غير قادرة على تغطية مصروفاتها؛ حيث تبلغ خسائرها السنوية نحو 1.4 مليار جنيه؛ مما أدى إلى زيادة العجز وتراكم الديون وأعباء خدمة ديون السنوات السابقة التي وصلت إلى 17 مليار جنيه، ووصل إجمالي القروض طويلة الأجل التي حصلت عليها هيئة السكة الحديد إلى نحو 11.8 مليار جنيه وهو أمر يدعو للتساؤل هل سكك حديد مصر وسيلة مواصلات لجني الأرباح أم لحصد الخسائر؟
وتعاني سكك حديد مصر من سوء الإدارة؛ حيث إن هيئة السكة الحديد هي الهيئة الوحيدة في مصر التي تبيع سلعتها مقدمًا؛ حيث إنها تقوم ببيع تذاكر السفر قبل ميعاد الرحلة بأسبوع على الأقل أي أنها تضمن تكلفة الرحلة وهامش الربح قبل تقديم الخدمة وبالمقارنة بين هيئة السكة الحديد والشركة القابضة لمياه الشرب أو الكهرباء نجد أن الأخيرتين يحققان هامش ربح كبير جدًا رغم أن المياه والكهرباء تبيع سلعتها بدون مقدم وتحصل على فاتورة الاستخدام مؤخرًا وليس مقدمًا، كما تقوم السكة الحديد، ورغم ذلك، بتحقيق مكاسب جيدة جدًا وهو ما يؤكد تخلف الإدارة بالسكة الحديد!
أخر تقارير الهيئة

وبحسب ما كشف آخر تقرير أصدرته هيئة السكك الحديدية في أكتوبر الجاري تناقص عدد جرارات القطارات، بنسبة ٤٠% وعددها ٣٤٦ جرارا تعمل بشكل جيد من إجمالى ٨٢١ جرارا.
وأشار التقرير إلى توقف ٢٠% من الجرارات تماما، لحاجتها إلى صيانة «عَمرة جسيمة»، وأن الـ٤٠% الباقية تعمل وحالتها سيئة وتسببت في وقوع ٤ حوادث، آخرها «قطار دهشور» الذي دهس أتوبيسين وتسبب في مقتل ٢٧ مواطنا وإصابة ٢٨ آخرين كانوا عائدين من حفلة زفاف.
وأوضحت المستندات أن قطع الغيار موجودة في شركة إيرماس المملوكة للسكك الحديدية منذ ٢٠٠٩ ولم تتم الاستفادة منها في إجراء العَمرات في الجرارات المتوقفة تماما، بينما ٦٠% من الجرارات أصبحت خارج الخدمة بسبب عدم قيام «إيرماس» بمسئولياتها التي ينص عليها العقد المبرم بين الهيئة والشركة.
ووفق المستندات، استوردت «إيرماس» في عام ٢٠٠٨ قطع غيار بقيمة ١٢٤ مليون جنيه لإجراء عمرات جسيمة لـ ٢٩ جرارا «جنرال إليكتريك» والتى دخلت الخدمة عام ١٩٩٥، وأوضح العقد الذي يحمل عنوان «٨/٢٠٠٨» أن قطع الغيار تم توريدها للجرارات g.e القديمة طراز cb١٨ L٧Lge، وبدء توريده إلى الشركة في مطلع عام ٢٠٠٩.
وأشار التقرير إلى أنه تم إجراء عمرة جسيمة لـ ٢٤ جرارا، ومتبقى ٥ جرارات منتظرة لإجراء عمرة لها.
وتابع التقرير أن ١٨ جرارا «g.e»، الذي تم استيراد قطع الغيار لها لم تشهد أي عمرات بخلاف ما يقوله تقرير عقد قطع الغيار وهو ما يؤكد ملاحظات العمال بأن العقد لم يستخدم للغرض المخصص في عمرة الجرارات التي تحمل أرقاما من «٣٣٠١ حتى ٣٣٣٠».

قرارات غريبة

الغريب أنه رغم زيادة مشاكل عمرات الجرارات وفشل الشركة في مواجهة الأزمة، نجد أن هيئة السكك الحديدية المالكة للشركة جددت في ٢٠١١ لمجلس إدارة «إيرماس» لـ ٣ سنوات أخرى ولم تقم باتخاذ أي إجراءات ضدها سواء الإنذار أو فسخ التعاقد، واكتفت بتوجيه اللوم لتأخر الشركة في عمل العمرات.
وكشفت الخطابات المتبادلة بين إدارات السكك الحديدية عن أزمة الجرارات وخروجها من الخدمة وانتقادها لأداء «إيرماس» حيث طالب الخطاب الأول بتاريخ ١٣ يناير ٢٠١٣ الذي أرسله قطاع التفتيش والجودة بـ«الهيئة» إلى رئيس الإدارة المركزية لتخطيط وصيانة الوحدات المتحركة، «بإرسال تعليمات للشركة بضرورة تحسين موقف قوة الجر بالهيئة لعدم انخفاض الاتاحية وعدم تراكم الجرارات المتجاوزة للعمرة وذلك لزيادة الإنتاج من عمرات الجرارات».
وأرفق الخطاب حالة الجرارات بأن عدد المحجوز حتى هذا التاريخ ومتأخر من برامج العمرات السابقة بلغ ٣٥٢ جرارًا من إجمالى ٨٢١ جرارًا، وبها جرارات شغالة رغم تجاوز العمرة، كما أرفق أن ٩٩ جرارًا متوقفا عن العمل بشكل نهائى، بالإضافة إلى ٣٠ جرارًا مناورة التي تم توريدها من شركة ألستوم.
وبتاريخ ٢٨ إبريل الماضى تشكلت لجنة لبحث أزمة الجرارات المعطلة والتى تحتاج إلى عمرات سريعة بشركة ايرماس، وكشف الاجتماع أن «الوضع يسوء»، حيث بلغ عدد الجرارات التي تحتاج إلى عمرات ٤٤٦ جرارا، منها ١٨٣ وحدة متهالكة وتعمل، و٣٤٨ متجاوزة للعمرة منذ سنوات ويخشى من خطورة تشغيلها.
وأشارت نتائج الاجتماع إلى رفض «إيرماس» إرسال مندوبيها لفحص سبائك الكرنك والبيلات لتلك الجرارات، كما جاء بتوصية اللجنة المشكلة بالقرار الإدارى رقم ١٠٠ بتاريخ ١٠ مارس الماضى، «حيث رفض المهندس أحمد سعيد عبدالله، رئيس قسم العمرات بايرماس، التوقيع على تلك التوصيات الواردة بمحضر اللجنة».
وطالبت اللجنة بضرورة قيام الشركة بزيادة الإنتاجية وسرعة خروج الجرارات من العمرة لقبول الجرارات المتجاوزة للعمرة، وأن يتم بورش الفرز أثناء الصيانة السنوية للجرارات فحص سبائك الكرنك والبيلات بمعرفة العنابر وكذلك إجراء خطوات الصيانة السنوية لتقليل حدوث الأعطال.
٤٠% فقط يعمل

وأفاد بيان تحليلي بأن عهدة الجرارات في السكك الحديدية ٨٢١ جرارا، يعمل منها بحالة جيدة ٣٤٦ بنسبة ٤٠% من طاقة الجر بالهيئة والباقي موزع ما بين متوقف تماما وعددها ٢٠٢ جرارين بنسبة ٢٠%، والأخرى تحتاج لعمرة جسيمة سريعة حتى تعمل بكفاءة.
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق