منذ أن عرفت الإعلام سواء المرئي أو المقروء، وبدون مبالغة يوميًا أقرأ وأسمع أخبار دائمًا لا تدل سوى على، إدارة فاشلة للأزمات والمشاكل الاقتصادية، وطبعًا الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر معلومة للقاصي والداني؛ حيث أننا ننتظر الجنيهات بل القروش لكي ندفع كما يقولون عجلة الاقتصاد.
ودعوني أعرض عليكم الخبر الذي طالعني أمس ولفت انتباهي وهو، إعلان وزير السياحة بوزارة محلب، عن توقيع برتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات بقيمة 2.5 مليون دولار "ما يعادل 18.1 مليون جنيه" لتسويق السياحة المصرية عبر شبكة الإنترنت".
مضيفًا أن الوزارة لأول مرة تستخدم الفيس بوك والتويتر والإنستجرام وجوجل لتسويق السياحة المصرية، لأن هذه التكنولوجيا ترويجية بشكل كبير على حد قوله، ومنتشرة في كل العالم ويستغلها السائحون الأجانب للتعرف على أهم النشاطات السياحية في العالم.
بالطبع كل من يقرأ هذا الخبر أول ما سيتبادر إلى ذهنه أن مثل هذا القرار خطوة إلى الأمام وتفكير صواب، ولكن عندما نسقط مثل هذا الخبر على التوقيت الذي نحن فيه الآن نجد أن هذا حل عقيم، بمعني أنه كيف لدولة يخرج من يمثلها "السيسي" في الأمم المتحدة ليكرر كلمة "الإرهاب" 11 مرة، في خطاب مددتة 14 دقيقة فقط، بأي منطق سيأتي السائح إذن في بلد ترفع شعار محاربة الإرهاب.
وبالطبع لا يخفي علينا جميعًا كم الخسائر والتراجع المستمر للسياحة المصرية، لكن في نفس الوقت نجد أن أبواق إعلامية تعمل على طرد السياح من مصر بدعوى الحرب على الإرهاب، فنجد أن الكثير من الصحف المصرية تتصدر صفحاتها الأول أخبار ليس لها قيمة سوى أنها ترهب السائح الذي يفكر في القدوم إلى مصر، وذلك على شاكلة أخبار ما تسمى بجماعة "بيت المقدس" وكذلك "داعش" وكثيرًا من نوعية هذه الأخبار التي توحي بعدم الاستقرار الذي هو أهم عوامل تنشيط السياحة في اى دولة.
ومن المعلوم أن الاعلام أحد أهم الأسباب الجاذبة للسياح؛ فيجب عليه أولًا أن يُشعر من يفكر في القدوم إلى مصر أن هناك أمان واستقرار، الأمر الذى يقوم بعكسه الإعلام المصرى، حيث نجد أن أخبار اغتصاب السائحات والسرقة تتصدر الصفحات.
وبذلك أرى أن الـ 18.1 مليون جنيه التي ستنفقها مصر لتسويق السياحة المصرية عبر شبكة الإنترنت ليست لها أي قيمة بالنظر إلى الاسباب التي ذكرتها، وعموما بعيدًا عن الأسباب فإن مثل هذا الرقم كبير جدًا مقارنتاً بالظروف التي يمر بها اقتصاد مصر في الآونة الأخيرة، ولكن كالعاده دائما الدولة المصرية تخرج علينا بالحلول العقيمة في الأوقات العصيبة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق