تواصل سكك حديد مصر حصد الخسائر منذ عدة سنوات ولا تزال السكك الحديد غير قادرة على تغطية مصروفاتها؛ حيث تبلغ خسائرها السنوية نحو 1.4 مليار جنيه؛ مما أدى إلى زيادة العجز وتراكم الديون وأعباء خدمة ديون السنوات السابقة التي وصلت إلى 17 مليار جنيه، ووصل إجمالي القروض طويلة الأجل التي حصلت عليها هيئة السكة الحديد إلى نحو 11.8 مليار جنيه وهو أمر يدعو للتساؤل هل سكك حديد مصر وسيلة مواصلات لجني الأرباح أم لحصد الخسائر؟
مليار جنيه خسائر
وقد قال نائب رئيس هيئة السكة الحديد في مصر رشاد عبد العاطي، إن إجمالي خسائر الهيئة تجاوزت المليار جنيه ( 140 مليون دولار) بسبب التوترات السياسية التي شهدتها البلاد منذ ثورة ٢٥ ينايرحتي الوقت الحالي.
حيث تشهد هيئة السكة الحديد في مصر إقبالًا كبيرًا مع استعداد المصريين المغتربين بالعاصمة المصرية القاهرة وبعص المدن الرئيسية الأخرى للاحتفال بعيد الأضحى واتجاههم لقضاء عطلة العيد مع ذويهم بالأقاليم، الأمر الذي دفع الهيئة لطرح ٣٤٤ ألف تذكرة إضافية في محطتي "مصر والجيزة" لمواجهة الزحام خلال إجازة العيد والقضاء على ظاهرة السوق السوداء التي تنتشر خلال الأيام الحالية.
وتابع "عبد العاطي" في تصريحات صحفية له اليوم السبت: "تتوزع تلك الخسائر فيما بين توقف حركة القطارات لأسباب عدة، التي بدأت بـاعتصامات المواطنين علي القضبان إبان ثورة يناير، ثم القرارات الحكومية بتوقف حركة القطارات المصرية عقب ٣٠ يونيو 2013، وأخيرًا بسبب عمليات توقف القطارات بسبب محاولات تفجير السكة الحديد المزعومة".
وأضاف: "إن الهيئة تكبدت خسائر بلغت ١٤٦ مليون جنيه ( 20 مليون دولار) نتيجة الاحتجاجات على شريط السكة الحديد، سواء من قبل الأهالي أو العاملين بالهيئة، منذ ٢٥يناير ٢٠١١ ، حتى ٢٣ فبراير ٢٠١٣.
وأوضح أن هذه الاعتصامات والتظاهرات على القضبان تسببت فى تعطيل ٧٥١٥ قطارًا على مستوى خطوط السكة الحديد خلال تلك الفترة.
وأشار "عبد العاطي" إلي أن خسائر الهيئة خلال يومي ذكرى فض رابعة والنهضة بلغت نحو ٢٠ مليون جنيه ( 2.8 مليون دولار)، بسبب التواترات الداخلية التي تمت خلال اليومين.
تقرير هيئة السكك الحديدية
وقالت هيئة السكك الحديدية في تقرير صادر عنها في يونيو الماضى: "إن إجمالي خسائر الهيئة عقب ٣٠ يونيو، بسبب توقف القطارات بلغ ما يقرب من ٥٣٥ مليون جنيه؛ حيث وصل إجمالي خسائر قطاع المسافات القصيرة ٣٥ مليون جنيه، بينما بلغ إجمالي خسائر الهيئة بقطاع المسافات الطويلة من شهر يوليو ٢٠١٣ وحتى مايو ٢٠١٤، ما يقرب من ٣٩٩ مليون جنيه.
بينما بلغ إجمالي خسائر البنية الأساسية منذ بداية يوليو ٢٠١٣ وحتي يوليو ٢٠١٤، نحو ٩٨ مليون جنيه.
وأوضح "التقرير" أن أسباب خسائر قطاع المسافات القصيرة يرجع إلى توقف القطارات اعتبارًا من ١٤ أغسطس ٢٠١٣، بسبب الاضطرابات العامة وبالتزامن مع فض الداخلية اعتصامات رابعة والنهضة، وكذلك عدم تشغيل القطارات بكامل طاقتها واختصار مسافة بعض الخطوط. وتنقل السكك الحديدية في مصر ما يزيد على مليون راكب يوميًا، كما أنها أقدم ثاني سكة حديد في العالم.
سوء الإدارة
وتعاني سكك حديد مصر من سوء الإدارة؛ حيث أن هيئة السكة الحديد هي الهيئة الوحيدة في مصر التي تبيع سلعتها مقدمًا؛ حيث أنها تقوم ببيع تذاكر السفر قبل ميعاد الرحلة بأسبوع على الأقل أي أنها تضمن تكلفة الرحلة وهامش الربح قبل تقديم الخدمة وبالمقارنة بين هيئة السكة الحديد والشركة القابضة لمياه الشرب أو الكهرباء نجد أن الأخيرتين يحققان هامش ربح كبير جدًا رغم أن المياه والكهرباء تبيع سلعتها بدون مقدم وتحصل على فاتورة الاستخدام مؤخرًا وليس مقدمًا، كما تقوم السكة الحديد، ورغم ذلك، بتحقيق مكاسب جيدة جدًا وهو ما يؤكد تخلف الإدارة بالسكة الحديد!
0 التعليقات :
إرسال تعليق