أشتهر القطن المصرى منذ عقود بالجودة العالية، حيث أنه يعتبر أفضل أنواع القطن الذي يطلق عليه " قطن طويل التيلة"، ولذلك يتم تصديره لجميع دول العالم، هذا كان في السابق لكن الآن أختلف الوضع كثيراً حيث يتراجع القطن المصرى يوماً بعد يوم وحتي على مستوى مصانع الغزل المحلة أصبحت تتجه بقوة نحو الاعتماد على القطن المستورد.
وقد تدهور قطاع القطن في مصر بدايةً من تراجع المساحة المزروعة إلى نحو325 ألف فدان في موسم 2009/ 2010 مقارنة بمساحة بلغت نحو 2 مليون فدان في أوائل الثلاثينيات، وكذلك بالنسبة لإنتاجية الفدان، التي هي بعيدة كل البعد عن إنتاجية الفدان في العديد من الدول المنافسة.
أخر الإحصاءات
وبحسب ما كشف تقرير صادر عن الجــهاز المركـزى للتـعبـئـة العـامــة والإحصــاء المصرى، فقد تراجع كميــة المسـتــهلك مـــن الأقطــان المحليـة بنحو 109,6 بلغ ألــف قنطـار متـرى خــلال الـفـتـرة ( مارس/ مايو ) 2014مقــابل 346,2 ألـف قنطـــار متـرى لنفس الفترة من الموسم السابق بنسبة انخفاض قدرها 68,4% ويرجـع ذلك إلى اتجاه مصانع الغزل لاستهلاك الأقطان المستوردة .
انخفاض بنسبة 69.7%
وأكدت النشرة الربع سنوية للقطن الربع الثالث (مارس/ مايو ) للموسم الزراعى 2013 / 2014 ان إجمالى كمية الصادرات 106,5 ألف قنطـــار مـترى خـلال الفــترة (مارس/ مايو ) 2014 مقابل 351,7 ألف قنطـــار مترى لنفس الفــــــترة من الموســــــم الســـابق بنسبة انخفــاض قـــدرها 69.7% وذلك بسبب انخفاض المساحة المنزرعة لعزوف المزارعين عن زراعة.
وبلغـت كمـية الأقطان التى تم حلجها 0, 395 ألف قنطار مترى خـلال الفـترة (مارس/ مايو ) 2014 مقابـل 485,9 ألف قنطار مترى لنفس الفترة من الموسم السابق بنسبة انخفــاض قـدرها 18,7% ويرجع ذلك إلى انخفاض المساحة المنزرعة .
واضاف أن كمـية الأقطان التى تم حلجها تراجعت خلال الفترة المذكورة لتبلغ 395 ألف قنطار مترى مقابـل 9ر485 ألف قنطار مترى خلال فترة المقارنة بنسبة انخفاض 7ر18٪ ،بسبب انخفاض المساحة المنزرعة .
أسباب تراجع القطن المصرى
هناك الكثير من الاسباب وراء تراجع القطن المصرى يعتبر في مقدمتها اعتماد السوق المحلية على إستيراد الأقطان من الخارج، حيث أن هذا السلوك له أثر مباشر على القطن لما يحمله من مخاطر تتمثل فى عدة أسباب منها أن القطن المستورد غالبا ما يحمل بذورا حية لم تتم معالجتها حراريا ويقوم بعض المزارعين بخلط هذه البذور مع بذور القطن المصرى مما يتسبب فى حدوث نوع من التهجين والذى بدوره يؤدى إلى القضاء على الجودة التى يتسم بها القطن المصري.
وتتجه المصانع المحلية إلى القطن المستورد ولذلك لانخفاض اسعار القطن المستورد بالمقارنة بالقطن المصرى مما كان له أثر بالسلب على زراعته، الأمر الذي أدى الى تقلص الانتاج الى 2.5 مليون قنطار فقط بعدما كانت 12 مليون قنطار.
إهمال حكومي
ويرى الخبراء أن من احد اهم الاسباب وراء تدهور القطن المصرى "إهمال الحكومة" لهذا المحصول الاستراتيجى الهام والخطير بالنسبة للدولة حيث لا تتم توعية الفلاحين ولم تحافظ وجود بورصة القطن ولا تدعم هذه الزراعة ولا تعمل على دعم مستلزمات الانتاج ولا تقدم المساعدات الفنية وكذلك ارتفاع تكاليف زراعة القطن.
0 التعليقات :
إرسال تعليق