ربما يكون قطاع السياحة هو الأكثر تضرراً منذ اندلع ثورة الـ25 من يناير حيث هبطت معدلات السياح القادمين إلى مصر بشكل كبير، ولكن لم تتوقف الخسائر عند هذا الحد فقد تضرر قطاع السياحة بالأزمة المتفاقمة في مصر في الآونة الأخيرة ألا وهي "انقطاع الكهرباء".
ويؤثر انقطاع التيار الكهربائي على السياحة المصرية بصورة مباشرة حيث أنه ينقطع تقريبا في جميع مدن مصر، وبحسب عاملون في السياحة فإن انقطاع الكهرباء تسبب في انخفاض إيرادات الفنادق والقرى السياحية لأكثر من 15% خلال الفترة القليلة الماضية، لارتفاع تكلفة تشغيل الفنادق من استهلاك كميات كبيرة من السولار لتشغيل المولدات الكهربائية.
انقطاع الكهرباء والسياحة
ومن المعلوم أن انقطاع التيار الكهربائي له اثر بالغ على الاقتصاد بصفه عامه والسياحة بصفة خاصة، حيث يؤدي الانقطاع المتكرر إلى زيادة أعمال صيانة الأجهزة أو استبدالها بأخرى حديثة، ورفع الموردين لأسعار المواد الغذائية، التي باتت عرضه للتلف، في حين أن هناك ثبات في الأسعار السياحية.
وفي هذا الصدد قال عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية "عادل عبد الرازق" إن إيرادات الفنادق والقرى السياحية انخفضت بشكل ملحوظ، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لمدد طويلة خلال الأيام القليلة الماضية، مما تسبب في ارتفاع تكلفة التشغيل، وأعمال الصيانة، وتلف المواد الغذائية.
وأضاف "عبد الرزاق" في تصريحات صحفية له، أن إيرادات فنادق القاهرة انخفضت بنسبة تصل إلي نحو 20%، في حين بلغت نحو 15% في الغردقة، وشرم الشيخ، بينما تقل النسبة في فنادق الأقصر وأسوان لانخفاض الإشغالات بها.
وتوقع عضو اتحاد الغرف السياحية، زيادة معدلات انخفاض إيرادات الفنادق والقرى السياحية في حالة استمرار انقطاع الكهرباء.
مستقبل السياحة في ظل الأزمة
وقال "عبد الرزاق" إن انقطاع التيار الكهربائي سيؤثر علي مستقبل السياحة خلال الفترة المقبلة، واصفا السياحة في مصر حاليا بـ"سياحة الشموع"، التي ستتسبب في هروب السائحين من مصر.
وأضاف أن تصريحات وزير الكهرباء حول استثناء المناطق السياحية من خطة تخفيف الأحمال، " كلام سياسة"، لتهدئة الأوضاع داخل القطاع السياحي المصري، وأنها وعود لا تنفذ علي أرض الواقع.
وكان محمد شاكر، وزير الكهرباء، قال في تصريحات صحفية سابقة، إنه سيتم استثناء المستشفيات الحكومية ومحطات المياه والصرف الصحي والهيئات الحكومية الأمنية والعسكرية وقصور الرئاسة والمناطق السيادية والمزارات السياحية والمنشآت التعليمية ومحطات المترو ومديريات الأمن وأقسام الشرطة والسجون، من انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن تأمين التيار للسفارات نهارا فقط.
انخفاض بنسبة 23.7%
وقد انخفضت الأعداد السياحية الوافدة إلي مصر بنسبة 23.7 % خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل عدد السائحين إلي نحو 4.5 مليون سائح، في حين تراجعت الإيرادات السياحية بنسبة 24.7% لتصل إلي نحو 3 مليارات دولار، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية.
وبلغ عدد السائحين الوافدين إلي مصر نحو 5.9 مليون سائح خلال النصف الأول من العام الماضي، قضوا نحو 65 مليون ليلة سياحية، وفقا لإحصائيات الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء.
الخسائر متفاقمة
وقال أمين عام غرفة الفنادق المصرية بجنوب سيناء، إن خسائر الفنادق تزايدت خلال الفترة الماضية، فضلا عن ارتفاع أسعار الكهرباء بنسبة 40% خلال الشهرين الماضيين، وبلغت قيمة فواتير بعض فنادق الخمس نجوم بشرم الشيخ (شمال شرق مصر) نحو 530 ألف جنيه شهريا.
وأضاف سليمان أن نسبة متوسط الإشغال بفنادق شرم الشيخ بجنوب سيناء بلغت نحو 83%، ما بين مصريين وأجانب خلال الفترة الحالية.
وقال الدكتور مجدي صالح، رئيس غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر، إن انقطاع الكهرباء في مدينة الغردقة يتسبب في انقطاع المياه نهائيا عن الفنادق، مما يزيد من غضب السائحين.
وأضاف صالح في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن استمرار انقطاع الكهرباء عن الفنادق لمدد طويلة، قد يحدث ثورة داخل القطاع.
وقال المهندس "جمال العجيزي"، رئيس جمعية مستثمري العين السخنة، إن فنادق القاهرة الأكثر ضررا بين الفنادق المصرية جراء انقطاع التيار الكهربائي لمدة طويلة، لكن الأوضاع طبيعية في منطقة العين السخنة حتي الآن.
وأضاف العجيزي في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، "علي الدولة إيجاد حلول سريعة لإنهاء هذه الأزمة التي يعاني منها الجميع".
وقال إن تكلفة تشغيل المولدات الكهربائية من غير أعمال الصيانة ارتفعت بنسبة 15% لكل كيلو وات، منذ ارتفاع أسعار السولار.
وبلغت مديونيات المنشآت السياحية المصرية لدي شركات توزيع الكهرباء، في القاهرة، وجنوب سيناء، والبحر الأحمر، والأقصر وأسوان نحو 49.6 مليون جنيه بنهاية ديسمبر الماضي، وفقا لبيانات الشركة القابضة لكهرباء مصر.
وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال العام الماضي إلى 5.9 مليار دولار، مقابل 10 مليارات في 2012 بانخفاض 41%. وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.8 مليار دولار)، حسب بيانات وزارة السياحة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق