التنمية البشرية ثروة اقتصادية تهملها مصر

يعتبر العنصر البشري هو أهم عناصر الإنتاج الذي يعتمد عليه أي اقتصاد، وكلما كان هذا العنصر ذو كفاءة عالية يخرج منتجًا له كفاءة عالية يستطيع أن ينافس في الأسواق العالمية.
والموارد البشرية هي الثروة الرئيسية للأمم ، فرأس المال المادي والموارد الطبيعية رغم أهميتهما وضرورتهما إلا أنهما بدون العنصر البشري الكفء والمدرب والمعد إعدادًا جيدًا لن يكون لها قيمة ، وذلك لأن البشر هم القادرون على استخدام هذه الموارد وتسخيرها في العمليات الإنتاجية للحصول على أقصى إشباع ممكن وصولاً إلى تحقيق الرفاهية ، فالعنصر البشري بما لديه من قدرة على الاختراع والابتكار والتطوير يمكن أن يقهر ندرة الموارد الطبيعية ويوسع من إمكانيات المجتمع الإنتاجية.
 مصر في المرتبة 110
ومما لاشك فيه أن الموارد البشرية تمثل شرطاً أساسياً لتحقيق التنمية الشاملة ، في اى دولة، فالدولة التي تعجز عن تنمية مواردها البشرية لا يمكنها أن تحقق أهدافها المرجوة ، فقد ثبت أن العقل والجهد البشري هو الذي يؤدي إلى التطور والتقدم ، فهو ضروري لتوفير رأس المال واستغلال الموارد الطبيعية وخلق الأسواق والقيام بعمليات التبادل التجاري.
وقد صدر تقرير عن البنك الدولي بخصوص التنمية البشرية 2014 الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، والذي جاء تصنيف مصر فيه في المرتبة 110 بين 186 دولة من دول العالم من حيث مؤشرات التنمية البشرية التي تشمل عدة معايير منها الصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين.
واحتلت السعودية المرتبة 34 في مؤشر التنمية البشرية تليها الإمارات في المرتبة 40 ثم البحرين في المرتبة 44 وسوريا في المرتبة 118 والعراق 120 والمغرب 129 وكانت آخر الدول العربية هي السودان في المرتبة 166.
واعتبر البنك الدولي أن الاتجاهات العالمية الشاملة في مجال التنمية البشرية إيجابية حتى الآن، وبالفعل ارتفع مستوى التنمية البشرية الشاملة هذا العام ولكن بوتيرة أبطا من قبل، موضحًا أن البشر يتعرضون إلى مخاطر عديدة بسبب الكوارث الطبيعية أو الصدمات الاقتصادية التي قد تؤدي إلى البطالة وكذلك التعرض للصدمات الصحية إلى يمكن أن تؤدى إلى انخفاض دخل الأسرة وارتفاع المصاريف الطبية، وكذلك الحروب والنزاعات المدنية تلحق أضرارًا كبيرة بالتنمية البشرية.
ويشير التقرير إلى أن الدول النامية تسجل أعلى نسبة في انعدام الأمن الاقتصادي، حيث تتركز النسبة الكبرى من العمال في القاع غير الرسمي الذي لا يقدم أي تأمين اجتماعي.
التنمية البشرية تنهض بالأمم
هناك دول تمتلك موارد بسيطة ومع ذلك فهي دول متطورة ، فبريطانيا مثلاً كانت أكبر قوة اقتصادية في العالم ولم تكن تملك أي مصادر طبيعية قبل اكتشاف بحر الشمال ، وسويسرا لا تمتلك سوى الشلالات المائية Hydroelectric Power واليابان لا تمتلك سوى كميات متواضعة من الفحم ومع هذا فإن هذه الدول حققت تنمية كبيرة جعلتها في مصاف الدول المتقدمة وذلك بسبب اهتمامها بالعنصر البشري .
إهمال مصرى للتنمية البشرية
تعاني الدولة المصرية من الإهمال الشديد في الاهتمام بالتنمية البشرية سواء على مستوى الحكومة بكافة إدارتها، أوعلى المستوى الفردي حتي ولعل أهم ما ورد فى الدراسة الصادرة عن مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية أن مهارة العامل المصرى لا تؤهله للعمل فى سوق العمل ومن ثم يحتاج إلى تدريب وتأهيل مهنى لرفع مستوى كفاءته، وهذا ما لايحدث.
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق