الطاقة المتجددة في اليمن بين التشجيع الحكومي والقبول الشعبي

يتجه العالم بقوة إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة بصورة كبيرة حيث أن أنفاق العالم يرتفع بأستمرار، فبحسب ما أظهر تقرير لمؤسسة بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة أن حجم الاستثمار العالمى فى الطاقة النظيفة زاد 10% في بداية هذا العام، وفي ظل الأزمة إلتي تعيشها اليمن في قطاع توليد الطاقة، أكدت الحكومة تبني وسائل الطاقة المتجددة في صدارة الحلول الجديدة لتوليد الكهرباء، وذلك ضمن إجراءات اقتصادية عديدة لتخفيف أعباء رفع الدعم عن الوقود، فهل تنجح الحكومة اليمنية في تبني حلول الطاقة المتجددة؟
معاناة الطاقة في اليمن
يتعرض قطاع الطاقة في اليمن لاعتداءت مستمرة من مسلحين، ووفقاً للمؤسسة العامة للكهرباء، فإن تزايد هذه الاعتداءات يهدد المنظومة الكهربائية في اليمن بالانهيار.
حيث يعاني اليمن عجزاً كبيراً في الطاقة، إذ يبلغ عدد الذين يحصلون على الكهرباء نحو 30 في المائة من إجمالي عدد السكان في اليمن، والبالغ قرابة 25 مليون نسمة، معظمهم يعيشون في المدن. غير أن هذا القطاع يعاني فجوة كبيرة، إذ تعجز الشبكة المحلية عن تلبية الاحتياجات، وتستمر الانقطاعات في المدن لساعات طويلة طيلة النهار والليل.
الطاقة المتجددة
ومن منطلق هذه المعاناه يأتي اتجاه الحكومة نحو الطاقة المتجددة، حيث قال نائب رئيس الوزراء، وزير الكهرباء اليمني "عبد الله الأكوع"، أن اليمن يتجه نحو إعفاء كل مدخلات الطاقة المتجددة من الرسوم الجمركية، بما يشجع المواطنين على استخدام وسائل وتجهيزات الطاقة المتجددة.
كما يرى خبراء الطاقة أن حلول الطاقة المتجددة هي الأفضل بالنسبة لليمن، حيث تتوفر العديد من مصادر الطاقة المتجددة التي يمكن استغلالها في توليد الكهرباء. فيما انتقد رئيس نقابة تجار الكهرباء والطاقة "عبد الله أحمد الحظا" الحلول الحكومية في مواجهة أزمة الكهرباء، قائلا إن الحكومة لا تمتلك استراتيجية مشكلة الطاقة، وإنها منذ سنوات تنتهج أسلوب "الترقيع".
وأكد الحظا ضرورة التوقف عن استئجار الطاقة الكهربائية، والتوجه الجاد نحو إنتاج الطاقة من خلال مصادر متنوعة منها الرياح والطاقة الشمسية، مشيراً إلى أهمية التركيز على إنشاء محطات توليد وإنتاج الطاقة الكهربائية في مناطق آمنة، وتطوير الشبكة الكهربائية الحالية وتأمينها.
موافقة شعبية
وبحسب مسح ميداني نفذه الأستاذ في كلية الهندسة في جامعة صنعاء "عمر السقاف" أن ثمانين في المائة من ملاك الفنادق، وسبعين في المائة من ملاك الفلل يوافقون على إدخال الأنظمة الشمسية والبديلة للاعتماد عليها من دون الحاجة لدعم مادي.
واستهدف المسح الميداني مائة فيلا سكنية ومائة وأربعين فندقاً في خمس مدن يمنية. ودفعت المعاناة المواطنين في الآونة الأخيرة بسبب انقطاعات الكهرباء لساعات طويلة، وأزمة انعدام الوقود إلى تفضيل الطاقة الشمسية.
كما أبدى بعض المواطنين إنهم يخططون لاستخدام ألواح شمسية بدلاً من المولد الكهربائي، بسبب انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع سعر السولار.
ويفضل اليمنيون الألواح الشمسية، كحل بديل، بسبب سهولة الاستخدام، ووفقاً لمسح ميداني قام به القطاع التجاري العامل في بيع تقنية الطاقة البديلة في اليمن، تشهد هذه السوق نمواً، فقد ارتفعت مبيعات الألواح الشمسية وملحقاتها بمقدار خمسين في المائة خلال السنوات الثلاث الماضية.
كما إن الإقبال يتزايد على شراء هذه الألواح خصوصاً من الشركات الخاصة.
فوائد الطاقة الشمسية
الطاقة الشمسية مستدامة، وهي أيضا متجددة أي أنها طاقة لا تنفذ، فهي مصدر طاقة طبيعي ويمكن استخدامه في توليد اشكال أخرى من الطاقة، فيمكننا استخدامها كوقود للسيارات كما يمكن ان نسخن بها الماء او أن نضيء بها بيوتنا.
من خلال استخدام الألواح الشمسية يمكننا توليد الكهرباء من مصدرنا الخاص، وبالتالي سيتيح لنا التخلي عن شبكة الكهرباء العامة، وبعبارة أخرى، لن نكون محتاجين لشركات الكهرباء في توفير الطاقة الكهربائية، كما لن نكون مضطرين لدفع فواتير الكهرباء.
الحصول على الطاقة الشمسية لن يتطلب لاحقا الكثير من أعمال الصيانة، حيث سيتم تركيب الألواح أو الاحواض الشمسية مرة واحدة، وبعدها ستعمل بأقصى كفاءة ممكنة، ويبقى لدينا القليل فقط لنفعله للمحافظة على انتظام عملها.
كما الطاقة الشمسية منتج صامت للطاقة، فبالتأكيد لا تتسبب ألواح الخلايا الشمسية بأية ضوضاء عندما تقوم بتحويل ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية قابلة للاستخدام.
مستلزمات الطاقة الشمسية غير ظاهرة تقريبا، خصوصا عند استخدام الالواح الشمسية التي يتم نصبها على أسطح المباني.
محطات توليد الطاقة الشمسية والألواح الشمسية في المنازل لا تسبب أي انبعاثات ولا تسبب أي أثر ضار على البيئة.

تشجيع حكومي
ويشجع المانحون الدوليون، الحكومة اليمنية، على استغلال مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الطاقة، ويستعد اليمن لإنشاء أول محطة توليد الطاقة باستخدام الرياح، وهو أول مشروع للطاقة البديلة في اليمن.
وقال مسؤول في وزارة الكهرباء اليمنية، رفض ذكر اسمه، إن المشروع سيعمل على تغطية جزء من الطلب المتزايد على الكهرباء من دون الحاجة للوقود الأحفوري، وهو عبارة عن مزرعة للرياح ستصل قدرتها التوليدية نحو ستين ميجاوات، قابلة للزيادة".
وأطلقت الحكومة اليمنية، في مايو الماضي، مشروع تشجيع نشر الطاقة الشمسية في اليمن، ويهدف إلى تقليص العجز الكهربائي، وتخفيض الكلفة الإنتاجية من الطاقة. 
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق