مؤتمر مارس والاعتراف بالفشل



أحمد طلب
صحفي متخصص بالشأن الاقتصادي
منذ شهرين من اليوم احتضنت مصر المؤتمر الاقتصادي الأكبر والأشهر إعلاميًا في تاريخها، وهو ما سمى بـ "مؤتمر مارس الاقتصادي"، أو "مؤتمر دعم مصر"، أو "مؤتمر مصر المستقبل"، هذا المؤتمر الذي انتظره نظام "السيسي" بشغف منقطع النظير، بل وقاتل إعلام السيسي من أجل إقناع العالم بنجاح زائف وانتصار مكذوب، ولم يكن الإعلام وحدة من يحاول إقناع المصريين، بل إن الحكومة من كبيرها إلى صغيرها أعلن عن المليارات التي انهالت على مصر من بوابة المؤتمر.


لكن بعد شهرين من الاحتفالية أو المهرجان كما أحب أن أسميه نستطيع أن نسأل حكومة المليارات عن الإنجازات والانتصارات والمشاريع والأطروحات.. أين ذهبت؟!.. وإلى إي مدى وصلت؟!.. أين العاصمة الجديدة؟!.. أين مشاريع الطاقة؟!.. وماذا عن مشاريع الإسكان؟!.. أين كهرباء "سيمنس الألمانية"؟!.. وهل بدأت مشاريع السكة الحديدية والمترو والطرق والكباري؟!.. إين ذهبت شركة "بريتيش بتروليوم" و"برتيش جاز"؟!.. أين وأين وأين ....؟!.

       
عزيزي القارئ لقد أرهقتني هذه الأسئلة فلا ترهق نفسك وتتساءل أكثر، فقد اعترف أخيرًا وزير الاستثمار أشرف سالمان، بأن مشروعات مؤتمر شرم الشيخ التى تم التعاقد عليها ليست كلها نهائية ومعظمها "مذكرات تفاهم"، ولكن لماذا تأخر هذا الاعتراف لمدة شهرين كاملين!


لا يهم أنه تأخر فقد أدرك الجميع هذه الحقيقة منذ فترة،، فواقع قطاعات الكهرباء وتوليد الطاقة من المصادر التقليدية والمتجددة والإسكان والنقل، والسكك الحديدة والبترول والغاز الطبيعي والزراعة والسياحة، لم يتغير فيها شيء، بل هي تنتقل من سيء إلى أسوء، وكل ما حدث أن الحكومة أضافت إلى إدراج هذه القطاعات "مذكرات تفاهم" جديدة.


بالطبع تصريح الوزير هذا هو اعتراف واضح بفشل المؤتمر، وتصريح وزير الاستثمار بشكل خاص يختلف عن أي مسئول آخر حيث إنه على رأس حقيبة السيسي الاقتصادية، إذا بعد إعلان الفشل.. متى يحاسب الشعب هذه الحكومة على جريمة الكذب والتضليل والفشل واللعب بمشاعر المصريين بأرقام مزيفة وانجازات غير حقيقية؟!
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق