المتابع لما يحدث هذه الأيام في أسعار النفط من انخفاض، وفي نفس الوقت قرار "أوبك" بعدم خفض الإنتاج، وسعي المتضرر وهي "السعودية" لمنع خفض الإنتاج، يستطيع أن يدرك أن هناك لعبة تدور في الآفاق.
أذاً من يقود هذه اللعبة؟.. وما طبيعتها؟..
ومن الرابح؟ .. ومن الخاسر؟.. ومن سيصمد؟..ومن سيتراجع؟.
في الحقيقة ما يظهر من المشهد أن السعودية هي
من تقود هذه اللعبة بالرغم من أنها ستتحمل عواقب وخيمة جراء خوض هذه المغامرة
الخطيرة من وجهة نظري، حيث أنها رفعت الدعم عن
بعض المشتقات النفطية عن مواطنيها بعد الخسائر الضخمة، الأمر الذي دفعها نحو التقشف
وذلك لأول مرة منذ عقود، تجنبًا لأثر تهاوي أسعار النفط لأدنى مستوياتها في أكثر من
أربعة أعوام.
ولكن ما الذي يدفع السعودية لخوض هذه
المغامرة وتحمل مزيدًا من الخسائر !!! يري المحللون أن السعودية تريد من ذلك توجيه
ضربة لإيران العدو الأبرز لها في المنطقة والذي يزداد قوتها كل يوم وخاصة مع
استمرار تقدم الحوثيين، ولكن كيف تضرب السعودية إيران بتمسكها بعدم خفض إنتاج
"أوبك"!!!
تسعي السعودية لإيجاد طرق مختلفة تواجه بها
إيران، ومن ضمن الطرق ..تضيق الخناق على الحليف الأكبر لإيران ألا وهي روسيا حيث يعتمد اقتصاد إيران
بشكل كبير على "الهيدروكربونات" حيث تصل إلى 60% من صادراتها، ومع انخفاض
أسعار النفط ستتأثر عائدات الهيدروكربونات الروسية التي تعتبر الدعامة الرئيسية لاقتصاد
روسيا المنهك، يعني انهيار سريع للعملة الروسية وهذا بالفعل ما حدث.
وفي أعماق هذا
الصراع نجد أن الرابح الأكبر من هذا الصراع كلاً من "الصين، أمريكا،
أوروبا" حيث بلغت أرباح الصين بحسب وكالة الطاقة الدولية، نحو نصف مليار دولار
يوميًا بسبب تراجع أسعار النفط.
وفي نفس الوقت
تفاقمت خسائر العرب وعلى رأسهم "السعودية، الإمارات، الكويت".
لكن من سيصمد؟
ومن سيتراجع؟ ... في الحقيقة السعودية لن تستطيع أن تصمد على المدى الطويل برغم من
احتياطاتها الضخمة، لكن هل تتراجع؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.
ولكن علينا أن نضع جميعا في اعتبارنا سوق
النفط السوداء التي تتوسع بشكل كبير بعد نجاحات الدولة الإسلامية بالشام والعراق
"داعش" والتي ستلعب دورًا هامًا في الصراع خلال الأيام القادمة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق