كتب_ أحمد طلب
يعتبر التضخم هو المشكلة الاقتصادية الكبرى
التي تواجه المصريين في الفترة الحالية، وذلك بعد اتجاه الحكومة للسياسة رفع الدعم
بشكل نهائي، وكذلك اعتمادها بشكل أساسي على الاقتراض الداخلي لسد عجز الموازنة، الأمر
الذي أدي إلى تفاقم الأسعار بصورة كبيرة، حيث ارتفع التضخم في شهر أكتوبر فقط بنسبة
1.6%، بالمقارنة بسبتمبر.
وبحسب الخبراء فإن إصرار الحكومة على
سياساتها تلك سيؤدي إلى تفاقم أضافي للتضخم الذي يضر المواطن البسيط بشكل كبير،
حيث أصبح التضخم أشبه بالشبح الذي يطارد المصريين في كل المحافظات وعلى كل السلع
والخدمات، الأمر الذى طال الجميع في جميع أنحاء المحروسة.
أخر الإحصائات
كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء،
عن ارتفاع معدل التضخم خلال شهر أكتوبر الماضي، بنسبة 1.6% مقارنة بشهر سبتمبر السابق
عليه.
كما ارتفع معدل التضخم على أساس سنوى ليصل
إلى 11.5% مقارنة بشهر أكتوبر2013، ليسجل أعلى مستوى له منذ يناير 2014 والذي بلغ فيه
12.2%.
وأرجع الإحصاء - في بيانه الشهرى عن أسعار
المستهلكين، الصادر اليوم الاثنين - ارتفاع معدل التضخم خلال الشهر الماضي، إلى بداية
العام الدراسي الجديد، ودخول الجامعات، فضلًا عن وجود موسم الحج والأعياد.
أسعار الطعام والشراب
وأكد "الإحصاء" أن أسعار الطعام
والشراب ارتفعت خلال الشهر الماضي مقارنة بالشهر السابق عليه، بنسبة 1.1% لتسجل
185 نقطة، كما صعدت أسعار الطعام والشراب على أساس سنوى لتبلغ نسبتها 11.3% مقارنة
بشهر أكتوبر 2013.
قفزة كبيرة خلال 10 أشهر
وأظهر أن معدل التضخم خلال الفترة من يناير
إلى أكتوبر 2014، ارتفع مسجلًا 10.1% مقارنة بالفترة ذاتها خلال العام الماضي، كما
ارتفعت أسعار الطعام والشراب خلال تلك الفترة بنسبة 13.3% مقارنة بالفترة المناظرة.
وأوضح "الإحصاء" ارتفاع معدل
التضخم الشهرى في الحضر بنسبة 1.7% مقارنة بشهر سبتمبر من العام الجاري، كما زاد على
أساس سنوى مقارنة بشهر أكتوبر الماضي ليبلغ معدل التضخم 11.8%، وفى الريف ارتفع معدل
التضخم خلال الشهر الماضى ليبلغ 1.4% مقارنة بالشهر السابق عليه، كما زاد مقارنة بشهر
أكتوبر من عام 2013 ليسجل 11.1%.
ارتفاع أسعار التعليم
وأشار إلى ارتفاع أسعار التعليم خلال الشهر
الماضي مقارنة بالشهر السابق عليه بنسبة 24.1%، فضلًا عن زيادة الطعام والشراب بنسبة
1.1% لترتفع أسعار الخضراوات بنسبة 7.9% والفاكهة 0.3%، وذلك رغم تراجع أسعار الأسماك
2.5% والبيض 1.6%، واللحوم والدواجن 1.3%.
وشدد على زيادة أسعار المساكن والمياه والكهرباء
والغاز بنسبة 0.4% لترتفع أسعار شرائح استهلاك المياه بنسبة 11%، كما زادت أسعار قسم
الثقافة والترفيه بنسبة 0.2% لارتفاع أسعار الكتب الخارجية بنسبة 2.9%، فضلًا عن زيادة
أسعار المطاعم والفنادق بنسبة 0.3% بسبب زيادة أسعار المدارس الداخلية والمدن الجامعية
بنسبة 67.8%.
وعلى أساس سنوى، ارتفعت أسعار الطعام والشراب
خلال شهر أكتوبر الماضي، مقارنة بأكتوبر 2013 بما نسبته 11.3% وزادت أسعار المشروبات
الكحولية والدخان بنسبة 32.2%، فضلًا عن ارتفاع أسعار الرعاية الصحية بنسبة 15.2% وأسعار
النقل والموصلات بنسبة 21.5%.
وارتفعت أسعار القسم الثقافى والترفيه بنسبة
10.1% ، والتعليم بنسبة 24%، بجانب زيادة أسعار الفنادق والمطاعم بنسبة 14.4%، كما
زادت أسعار السلع والخدمات المتنوعة بنسبة 6%، وذلك برغم انخفاض أسعار الذهب بنسبة
8.9%.
التضخم حتمي لا محالة
وقد قال الخبير الاقتصادي/ "أنور النقيب"
- أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات - في تصريح سابق له: "إن ارتفاع معدلات التضخم
في ظل الإجراءات الأخيرة بزيادة أسعار الوقود حتمي لا محالة، وفي أقل التقديرات يرى
النقيب أن الأسعار ستزداد بمعدلات قد تصل إلى 50%؛ حيث أن تكلفة النقل تمثل 30% من
تكلفة غالبية السلع والخدمات.
ويتخوف "النقيب" من أن تؤثر الإجراءات
الأخيرة، وما ستؤدي إليه من ارتفاع معدلات التضخم، على مستوى الطلب المحلي؛ حيث يمثل
الاستهلاك نحو 80% من الناتج المحلي، وبالتالي فإن أي تأثير سلبي في الاستهلاك المحلي
نتيجة ارتفاع الأسعار من شأنه أن يؤثر سلبًا على معدلات النمو الاقتصادي.
0 التعليقات :
إرسال تعليق