د.أحمد ذكرالله في حوار خاص: "بيت الزكاة المصري بين الاقتصاد والسياسة"

أحمد طلب

قال الدكتور "أحمد ذكرالله" أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر في حوار خاص له مع "الأمة" أن الزكاة هي الفريضة الثانية بعد الصلاة، حيث أن النبي (صل الله علية وسلم) كان يجمع الزكاة مؤسسياً، وكذلك فعل بعده سيدنا أبو بكر (رضي الله عنه)، وللزكاة أهمية كبيرة على الكثير من المستويات الاقتصادية.
وقبل مناقشة مشروع بيت الزكاة يجب أن نفرق بين فقه الزكاة واقتصاديات الزكاة، حيث أن فقه الزكاة هو الأحكام الشرعية للزكاة المستنبطة من القرآن والسنة، أما فيما يخص اقتصاديات الزكاة وهي الأهمية الاقتصادية لمقترح بيت الزكاة الذي سنقوم بمناقشته.
- ماذا يعني  "بيت الزكاة والصدقات" وما هو المغزى منه وهل هذه الفكرة تتماش مع مصر كنظام اقتصادي؟
المقصود ببيت الزكاة "جمع أموال الزكاة من خلال مؤسسة واحدة في الدولة بشرط أن تكون مستقلة" حيث أن مصر تعاني من تفاوت الطبقات، فيستحوذ أقل من 10%  من سكان مصر على 80% من ثروة مصر وحوالي 90% من السكان لا يحصلون ألا على ما يقرب من 15:20%، وهنا يكمن المغزى أو الفائدة من مقترح "بيت الزكاة" فهو يعتبر أداة لأعاده توزيع الثروة فتأخذ الزكاة من الأغنياء وتوزع على الفقراء، فإن ثبت الأموال في أيدي الأغنياء فقط يضر بالاقتصاد بصورة كبير.
فتأتي وظيفة الزكاة أداة لتوزيع الأموال بين مستحقي الزكاة الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (سورة التوبة – آية 60)، فاذا تم ذلك التوزيع يحدث التوازن في المجتمع بين الطبقات لكي لا نرى طبقه ثرية وطبقة فقيرة، وهذا يؤدي إلي استقرار المجتمع اقتصادياً، ولكن ما يحدث من عدم التوزيع الأمثل للثروة يؤدى إلى خلل في المجتمع لهذا تأتى أهمية مقترح "بيت الزكاة".
 -ما هي الأهمية الاقتصادية لمقترح "بيت الزكاة"؟
هناك محورين أساسيين لمناقشة الأهمية الاقتصادية لمقترح بيت الزكاة:
المحور الأول: هو أن هذه الفكرة قديمة وليست جديدة حيث أن جمع الزكاة أمر واجب على الدولة الإسلامية وكما ذكرنا فقد قام به النبي (ص الله علية وسلم) وكذلك الخلفاء الراشدين من بعده.
وهذا من منطلق المسئولية الاجتماعية على الدولة فيجب على الدولة أن تجمع الزكاة حتى توجد التوازن في المجتمع، حيث أننا اذا نظرنا إلى رجال الأعمال نجدهم يستحوذون على أكثر من 80% من ثروة الكره الأرضية فيجب على هؤلاء ان يكون لديهم مسئولية أمام المجتمع.
وعلى مستوى البلدان العربية فيفتقر رجال الأعمال لهذه المسئولة الاجتماعية بعكس الغرب، حيث أن المسئولية الاجتماعية في الاقتصاد الوضعي تعتمد على الضمير الإنساني الذي يفقده رجال الأعمال في الوطن العربي عموماً، لذلك يجب على الدولة أن تضع شروط لهذا اللأمر.
- هناك 28 ألاف قناة شرعية تتلقى أموال الزكاة منها بنك ناصر الاجتماعي والجمعية الشرعية بأفرعها.. فما مدي تأثير ذلك عليهم؟
في البداية يجب أن نعلم أن الزكاة يجب أن تكون محلية الأنفاق بمعني أنها تصرف في الأماكن التي تجمع منها، فإذا جمعت الزكاة من محافظة ما يجب أن تصرف في نفس المحافظة.
أما بالنسبة للقنوات التى تتلقى أموال الزكاة مثل بنك ناصر الاجتماعي والجمعية الشرعية فهناك مقترحين:
المقترح الأول..هو استخدام هذه القنوات كأجنحة لـ"بيت الزكاة"  بمعني أن يستخدمها بيت الزكاة بمثابة فروع له.
المقترح الثاني.. وهو أن تعلن الدولة أن "بيت الزكاة" هو المتلقي الوحيد للزكاة في مصر، بمعني أن يتلقي بيت الزكاة كل الزكاة الشرعية وتقتصر هذه المؤسسات الأخرى على الصدقات والتبرعات.
- هل يستطيع الأزهر كمؤسسة أدارة بيت الزكاة؟
الأزهر وحدة كمؤسسة لا يستطيع أن يدير "بيت الزكاة" ولكن علية أن يستفيد بتجارب الدول الأخرى مثل الكويت وغيرها، وكذلك يجب أن يستخدم مؤسسة كالضرائب مثلاً أو حتى المؤسسات العاملة في جمع الزكاة منذ فترة.
فاذا نجح من البداية أن يكتسب ثقة الناس يستمر أما اذا لم يستطيع ان يكتسب ثقة الناس فعلية أن يعمل على فترات انتقاليه وتكون الفترة الانتقالية الأولى من سنتين الى ثلاث سنوات من حيث اختيارية أو إجبارية الزكاة، وبعد هذه الفترة يمكن أن يكون العمل بإجبارية الزكاة ودفعها لـ"بيت الزكاة".
-ما هي الضمانة لعدم تدخل الدولة والاستفادة من هذه الأموال لمصلحتها الخاصة؟
يستطع هذا المقترح أن يفعل إنجاز على ارض والواقع بالفعل إذا تم تقنين هذا المقترح ونؤكد أنه لابد أن تكون هذه الهيئة بعيدة عن مؤسسات الدولة والدراسة التي تمت من خلال الأزهر تقدر 10 مليار جينه بينما من الممكن تزيد عن هذا الرقم بكثير هذه الأموال تستطيع أن تنقل المجتمع نقلة كبيرة ولكن بشرط هو أن نحس اختيار القائمين عليها.
من يستطيع أن يثبت مكانه في المجتمع هو من سيحوز علي ثقة الجميع وأمام بيت الزكاة المزمع إنشائه مقدرة كبيرة علي أن يستحوذ على ثقة الجميع ولكن بدون تتدخل مؤسسات الدولة وعدم تتدخل السياسة بهذا الشأن.
ويجب على الدولة أن تضع الشروط التي تطمئن المواطن حتى يضع زكاته في بيت الزكاة ومن الشروط أن يكون بيت الزكاة هيئة مستقلة بعيدة عن مؤسسات الدولة وأن يوضع في الدستور مادة توجب عدم اقتراب الدولة منه.
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق