الخليج العربي أكبر المستفيدين من خراب دول الربيع العربي



كتب - أحمد طلب
لم تجد الوفود الأجنبية مكانا أفضل من الخليج العربي بعد الربيع العربي حيث يشهد دول الخليج انتعاشة سياحية كبرى وأصبحت الوجهة المفضلة للحركة السياحية الأوروبية والآسيوية، بدلاً من دول الربيع العربي التي تعاني أزمات سياسية وعنف يمنع استقبال السائحين.
السياحة ترتفع 18% بالخليج العربي
ارتفعت حركة السياحة بمعدل 18% في عدد السائحين، و34% بالإيرادات، وأدى هذا الإرتفاع إلى إقبال المستثمرين على زيادة مشروعاتهم في مجال السياحة والإنشاءات الفندقية وذلك حسب ما قال خبراء ومسؤولون عن صناعة السياحة بالخليج.
ففي الإمارات والتي تعتبر صاحبة نصيب الأسد، أعلنت دائرة السياحة بدبي أن فنادق المدينة الإماراتية استقبلت خلال العام الماضي أكثر من 11 مليون نزيل بزيادة تقدر بأكثر من مليون عن عام 2012، وارتفع تدفق أعداد المستثمرين بعد ثورات الربيع العربي، بحثاً عن الأمان والاستقرار والحياة الكريمة بعيداً من المشاكل السياسية والأمنية، إذ تُعتبر الإمارات مجتمعاً متعدد الثقافات تعيش كل فئاته بألفة وتسامح، كما تتميز ببنية تحتية عالية المستوى مشيدة وفق أحدث المواصفات في العالم، وبخدمات لوجستية عالية الكفاءة، وبتجهيزات متطورة في الاتصالات والمواصلات، وبأطر تشريعية وتنظيمية متطورة.
وقال "فريدي فريد" مدير عام فندق غلوريا بدبي: إن "حملات الترويج الكبرى التي تنظمها الإمارات في أسواق السياحة العالمية، لعبت دوراً كبيراً في استقطاب السائحين الغربيين، إلى جانب توفر كافة وسائل الراحة والاستمتاع للسائح الأوروبي، ما يجعلها الوجهة المفضلة بالمنطقة.
وفي مسقط، أعلنت وزارة السياحة العمانية: إن عدد السائحين والزوار لسلطنة عمان ارتفع خلال العام الماضي بنسبة تزيد على 16% مقارنة بالعام 2012.
وأفادت وكيلة وزارة السياحة العمانية "ميثاء المحروقية": إنه "جاري تنفيذ مشروعات كبرى وتطوير وتوسيع البنية التحتية للسلطنة لاستيعاب الحركة السياحية المتزايدة".
وأشارت الى أن سلطنة عمان تقدم حزمة من الحوافز التشجيعية للمستثمرين في القطاع السياحي، من خلال إعطائهم أراض بحق الانتفاع وبعض الإعفاءات الضريبية لمدة خمس سنوات.
وقد قال "معتز الخياط"، رئيس مجلس إدارة "شركة الخياط الخاصة للتجارة والمقاولات" التي تتولى بناء وتطوير عدد من الفنادق الكبرى في قطر والمنطقة: "إن عائدات فنادق فئة أربع وخمس نجوم في قطر، ارتفعت عام 2013 إلى نحو مليار دولار أمريكي، بزيادة 13% عن العام 2012، مشيرا إلى أن (ثورات الربيع العربي) لعبت دورًا هاما في توجه السائحين إلى قطر، خصوصا مع ارتفاع مستوى الخدمات الفندقية والمنتجعات السياحية لمعدلات تفوق مستوى الخمس نجوم".
وأظهرت إحصاءات الهيئة العامة للسياحة بقطر: إنه "فى عام 2013 استقبلت الدولة أكثر من 1.3 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم مقارنة مع 1.2 مليون زائر في نفس الفترة من العام 2012".
حال السياحة في بلاد الربيع العربي
تواجه صناعة السياحة في دول الربيع العربي مصيرًا غامضًا مع التراجع في أعداد السياح، بسبب تصاعد التوتر والانفلات الأمني، خاصة للدول التي تعتمد على ذلك القطاع كمصدر للدخل القومي، مثل مصر وتونس وسوريا واليمن.
وعلى الصعيد المصري قد أظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن إيرادات مصر السياحية تراجعت بنحو 30.5% لتبلغ 8.7 بليون دولار خلال 2011، في مقابل 12.5 بليون في 2010.
مصائب قوم عن قوم فوائد
الضرر الذي أصاب القطاع السياحي في دول "الربيع العربي" صب في صالح دول الخليج، لتستفيد من الأحداث الحاصلة في تلك البلاد، وكان له تأثيره الإيجابي في ارتفاع نمو النشاط السياحي في دول الخليج بشكل ملحوظ، نظراً لكون السياح الذين اعتادوا السفر لدول عربية مثل سوريا والأردن ولبنان ومصر وتونس قد غيروا وجهتهم إلى دول الخليج وبلأخص دبي.
وحتى على المستوى العربي فإن من المعروف أن نسبة هامة من الخليجيين وخاصة السعوديين عادة ما تزور مصر وتونس وسوريا ولبنان، وياتي بعدهم الكويتيون والإماراتيون وآخرون، وهذه الفئة من السياح الخليجيين اختارت التوجه لدولها الخليجية وخاصة دبي التي تحظى دائما بالنصيب الأوفر من كعكة السياحة في المنطقة بالنظر إلى سمعتها القوية في هذا المجال وإلى تطور بنيتها التحتية.
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق